توشكا بين صافر وباب المندب المهمة والحصاد

قبيل ساعات من إعلان وقف إطلاق النار في اليمن، كانت بشائر المرحلة الأولى من الخيارات الاستراتيجية يتناقلها اليمنيون، إنه الـ “توتشكا” مجدداً. بضع دقائق، انجلى الغبار الذي أحدثه الصاروخ الروسي ليفتح اليمنيون أعينهم صباح اليوم على مشهد لم يعد جديداً.

ضربة نوعية أرادها الجيش واللجان الشعبية في اليمن، والهدف كان مركز قيادة عمليات “تحالف” العدوان في باب المندب بمحافظة تعز، جنوب العاصمة صنعاء. فكانت الضربة الموجعة في منتصف ليل الأحد، قبيل ساعات قليلة من دخول وقف إطلاق النار، المقرر منتصف ليل الاثنين-الثلاثاء.

وفي استفسار حول العملية التي اوقعت أكثر من 190 جثة بينهم كبار ضباط العدوان، تحدث الناطق باسم الجيش اليمني، العميد شرف لقمان، لموقع قناة المنار كاشفاً أن ما تم تنفيذه لم يكن بناءً على تسريبات فقط، بل أيضاً استناداً إلى معطيات بعد رصد دقيق للمكان المستهدف.

هذا المعسكر عانينا منه الكثير، كانت تنطلق منه الهجمات اليومية ضد محافظتي لحج وتعز.  وفيه أكبر تجمع للمرتزقة من بلاك ووتر والسودانيين والسنغاليين. تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية من رصد المكان بدقة، وكانت الضربة في حينها”، يقول لقمان.“كان لدينا عدة خيارات يمكن استهدافها ولكننا اخترنا هذا المقر، لأن التجمعات كثيفة فيه، وكنا نريد تحقيق ضربة مؤلمة وإيصال رسالة معينة وقد وصلت.”

وتُعد الصواريخ الباليستية نوع توشكا التي أطلقها الجيش واللجان الشعبية،على قوات العدوان السعودي الأمريكي قي “صافر، وباب المندب” صاحبة أكبر رقم قياسي من حيث الأضرار البشرية والمادية في تاريخ إطلاق الصورايخ الباليستية حتى الآن .

وكان صاروخ تشكا الذي أطلق في الرابع من سبتمبر على مقر للغزاة في صافر قد أوقع “189” قتيل، بينهم 67 أماراتي،و42 سعودي و 16بحرينياً،و12 أردنياً،بالإضافة الى 52 مرتزق من حزب الإصلاح وعناصر القاعدة،

ورغم أن الإمارات أقرت بمصرع نحو 60 من جنودها إلا أن صورة حملت عنوان ” شهداء الكرامة” رصدت نحو مئتي جندي إماراتي قتيل , بالإضافة الى أن عدد المعزيين يوم التشييع كان بالآلاف ,مايشير إلى أن الإمارات تحفظت على الرقم الحقيقي لقتلاها خشية الفضيحة المدوية

ومن حيث الخسائر المادية،دمر الصاروخ 25عربة حاملة صواريخ من نوع مانستير،وثلاث قاطرات، وقود،و4 ناقلات إسعاف،وطائرتين أباتشي،وعدد من طائرات الاستطلاع،وإحراق أكثر من مائة آليات عسكرية مابين دبابة ومدرعة .
وتشير الحصيلة الأولية للصاروخ الباليستي نوع توشكا الذي أطلق فجر اليوم على مقر قيادة الغزاة في باب المندب الى مقتل 169 عسكرياً أغلبها جثث متفحمة وتم التعرف حتى الآن على جثث 23 سعودياً، و9 إماراتيين، و12 ضباط مغاربة،وعدد من قيادات الغزاة .

كان أمام اليمنيين أهداف عدة، اختاروا مركز قيادة العدوان في باب المندب، فصُرع بذلك قائد القوات #السعودية الخاصة في اليمن العقيد الركن عبدالله السهيان، وقائد القوات الإماراتية العقيد الركن سلطان محمد بن هويدن الكتبي، بالإضافة إلى قائد كتيبة مرتزقة “بلاك ووتر” الكولومبي كارل، والأميركي إدغر ماهوني أحد عناصر المنظمة الأمنية المتهمين بالقيام بجرائم في العراق، وأكثر من 12 ضابطاً مغربياً إلى جانب عشرات الصرعى من القوات الأجنبية الأخرى
وتم إعطاب منظومتين لصواريخ باتريوت الأمريكية،وتم تدمير مباني قيادة الغزاة،وتم تدمير 3 طائرات أباتشي،وأكثر من 40 آلية عسكرية،و7 عربات،و5 مصفحات مدرعة تتبع شركة بالك ووتر .
وأدت الإنفجارات الهائلة لانطلاق بطارية صواريخ كاتيوشا باتجاه البحر مما أثار الرعب في بحرية العدوان السعودي الأمريكي المتواجدة على مقربة من المنطقة،ما إضطرها للهروب فتصادمت بارجتان سعوديتان.
ويرى العميد شرف لقمان أن أهمية الضربة تكمن بكونها بيّنت أكاذيب المتحدث باسم العدوان احمد عسيري، الذي ادعى في تصريحه الأخير بأنه تم استهداف كامل القوة الصاروخية التابعة للجيش واللجان الشعبية اليمنية. “عملية باب المندب النوعية اليوم أحدثت اهتزازاً على مستوى معنويات العدو، نحن أردنا من خلالها إيقاع الخسائر الموجعة وتمكنا من ذلك”.

وفي انتظار الحصيلة النهائية لقتلى الغزاة بصاروخ توشكا في باب المندب،يضل السباق منحصر حتى الآن بين توشكا صافر،وتوشكا باب المندب في نيل المركز الأول في عدد ضحايا الغزاة .
مُزيحيَن الصاروخ الباليستي العراقي نوع اسكود الذي أطلق عام 1991 واستهدف إفراد المجموعة اللوجيستية 425 من الجيش الأمريكي ولقي مصرعه 28 عسكرياً،و88 جريحاً.
يشار الى أن كثير من الخبراء العسكريين كانوا يعتقدون أن صواريخ توشكا التي أنتجها الاتحاد السوفيتي في ثمانينات القرن الماضي صارت خارج الخدمة،إلا أن الخبرات اليمنية حافظت عليه،واستعملته بمقدرة عالية ضد الغزاة.
وكل المعطيات تشير إلى أن الصواريخ اليمنية الباليستية نوع “توشكا” قد دخلت التاريخ، وحقق نجاحا عسكريا غير قواعد المواجهة وجعلت الغزاة يحسبون ألف حساب قبل الإقدام على أي خطوة تجاه اليمن.