الاخبار

ت

بــكــل حــب وإحــتــرام وشــوق نــســتــقــبــلك ونــفــرش طــريــقــك بــالــورد ونــعــطــر حــبــر الــكــلــمــات بــالــمــســك والــعــنــبــر ونــنــتــظــر الإبــداع مــع نــســمــات الــلــيــل وســكــونــه لــتــصــل هــمــســات قــلــمــك إلــى قــلــوبــنــا وعــقــولــنــا نــنــتــظــر بــوح قلمك - مع خالص تحياتي / محمد الكامل - - اليمن

كل جديد

اهم اخبار الصحف العربيه

ترحيب بالزوار

22‏/12‏/2016

رثاء بمرور اربعون يوما على وفاة والدي الغالي

في ذكرى مرور أربعين يوما على وفاه الوالد الغالي الحاج #احمدقايدعبدﺓالكامل يرحمه الله كم تمنيت ان اكتب كلمات لم تشهد لها صفحات التاريخ يوما ولكن الكلمات وقفت عاجزه أمامه فهو اجمل ما كتب التاريخ أفعالا لا أقوالا
كم هو قاس فراقك يا ابي ، أذهلتنا برحيلك الموجع المؤلم كما أذهلتنا بحجم الفراغ من بعدك ،فراقك فجيعه أدمت عيوننا فطرت قلوبنا وقضت مضاجعنا وهزت كياننا . فكل بيتك ما زال يبكي فراقك وكل زواياك المفضلة التي كنت تجلس بها تشتاق لك. فقد فارقتنا إشراقه الصباح وبسمه المساء
* مضت الأربعين يوماً من قسوة الفراق ولوعته ووجع البُعاد وحرقته على رحيلك الموجع الأليم
تمر الأيام والجرح مازال ينزف والقلب مازال يبكي
أربعون يوماً وكأنها الدهر بلا نهاية فهذا الفراق الأبدي الذي لا عودة منه أبداً
حقاً إنها الذكرى الأربعين لرحيلك القاسي الموجع
في الخامس عشر من شهر محرم المنصرم .. توفي والدي الحبيب!
هل أقول إن ذاك الخبرَ كان صاعقةً أحرقت عروقي أو خنجراً موبوءاً دمّرَ فؤادي أو موتاً قبل الموت غصَّ في حلقي ولربما كلها مجتمعة.
زفراتٌ ودمعاتٌ ولهيبٌ لا يطفئُه سوى الاسترجاع؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولله ما أخذ ولله ما أعطى، وكل شيء عنده إلى أجل مسمى.
رحلت وقد تركت في صدورنا ذكرياتك العالقة في أذهاننا وارواحنا. فقد كان حب الخير والنخوه والشهامة والكرم والرجوله سماتك ومساعده الآخرين وإصلاح ذات البين صفاتك .نفتقدك اليوم وكل يوم وكل لحظه فقد كنت نعم الاب والأخ والصديق الصدوق والرجل الرجل عندما تعز الرجال ، نستذكر سيرتك الطاهره العطره ووصاياك الحسنه ودروسك الحكيمة وطلتك النضره وابتسامتك البهيه وحديثك الشيق العذب
نستذكر (وهل ننسى) شموخك ورجولتك وعنفوانك فقد كنت كالسياط خشونا وصبرا وكالياسمين بياضا وطهراوعطاوك كالمطر
إن شئتم حدثتكم عن والدي الرجل! وإن شئتم الأب، أو الصديق، أو الحبيب، أو سموه ما شئتم
كل ذلك كان أبي.
أب - والله - ليس ككل الأباء. في نظري ونظر اشقائي وشقيقاتي واحفاده فريد في صفته وتعامله وخلقه.
تربينا في كنفِه الحنونِ على الإيمانِ وحبِّ الصلاة، وقرأة القران وحسن الخلق .
في المستشفى وفي البيت وفي أشد حالاتِه حرجا لم يُقلقْه الألمُ ولم تشغلْه المعاناة.. تدرون بمَ كان يُشغل ؟ كان يردد الفجر وبكثرة - الى ان قبضت روحة فجرا وهذا ما ادركناه بعد وفاته .
فينادي في داخله منادي الصلاة - حساً دون أذان يُسمع - خمسَ مرات في اليوم في أوقاتها الدقيقة، فيطلبُ العفو ويصلي، لا يمكن ان يصلي فرضا من الفروض الا ان يصلي قبله سنة الوضوء ، ويُحدِّث عن عمود الدين التي إذا صلُحتْ صلحَ العمل كله.. وفوق هذا يُشفق علينا وعلى كل من عرفه سواء اكان وهو صحيحا او مريضا .
آهٍ يا أبي.. لست أنسى مذ طفولتنا تحملك مسؤولية إيقاظنا فجرا ذكورا وإناثا ليلحقَ بك الأولون جماعةً ويصليها الآخرون في وقتها.. لا تشتكي ولا تملُّ رغمَ ما تقضيه من وقت في سبيل ذلك.
في بيتنا كان لك حضورك وهيبتك مذ طفولتنا، نتسابق حين مقدمك لنقرب لك ما تريد، لم ترفع يدك ولا صوتك لتأديبنا، غاية ما هناك - عصاك التي تأدبنا به هو - أن تنظر إلينا من زاوية إحدى عينيك فنكُفّ! سبحانك ربي.. الذي أنزل في نفوسنا هيبتك (بغير خوف) دون أن تُعنِف أو تضرب!
يا لجمال جلساتك الطيبة معنا.. تُلاطفنا وتقص علينا قصص الأولين والآخرين، وتُعبر عن محبتك، وتحتفي باحفادك المزعجين، وترغبهم بتوفير ما يشتهون من الحلوى والعصائر، وتتفقد كل واحد منهم، وتحزن لغياب أحدهم، تتمنى دوما لو اجتمع كل أبنائك وأحفادك حولك.. إنها قمة سعادتك. فماذا اقول الان الى ( عَمر وعُمر ــ وهارون وندأ ــ وعبدالرحمن ورفأ ــ وبشار وعبدالواحد والقائمه طويلة) وماذا اقول لــ عزام ونيزار الذين ودعوك على امل ان يلتقو بك بعد عودتهم من الاردن وقد تسلحو بالعلم والقران والمعرفة ولبسو لباس التقوي .. كم كان والدي معجبا ومفاخرا بكما وأنتم في مسابقة القران الكريم..ساقول جدكم انتقل الى الفردوس الاعلى ونحسبة كذلك لاننا ندرك سيرتة الدنيوية العطره -نعم ان شاء الله ستكون منزلته في عليين وفي الفردوس الاعلى منها -اطمئنوا - جدكم وابانا عاش كريما - ومات عليها - جدكم لم يسيء لاحد في حياته - لكن هناك من اساء اليه - بالقول واللفظ -فمن اساء اليه - فلا سامحة الله - نحن نقول ولكن المرحوم ابي لم يقلها وانما مات وهو يسامح ويصفح -فالله درك يا وا لدي الحبيب .
آهٍ أبتاه لتلك الغرفة المسكينة التي يُسمع أنينها من بعد، تنشد من يُسليها ويعزيها بعدك، تستجدي من يحييها لأنها ماتت معك! كنت أنت أنيسها، كل ليلة تستأذن منا حدود التاسعة لتنام، فننام متأخرين ولما تنمْ بعدُ؛ تنشغل بالوضوء والنوافل وقراءة القرآن والذكر، وكلما استيقظ أحدنا جوف الليل أو آخره وجدك قائما على تلك الحال.. متى تنام؟!! لست أدري! هذا حالك مذ عهدناك؛ بل مذ عرفتك والدتي، لا يثنيك عنه اي شغل .
ماذا يسعني أن أقول في رثاء والدي؟ أجدني والله عاجزا على المضي في الكتابة عنه؛ كونها لم تشفِ غلة! وقد ظللت شهرا مضى أهدهد قلمي أسأله المسيل.. فكانت قطراته تتردد لعظم الخطب وجسامة التقصير.. فوالله إني مقصر في حقك أبي، كتابة مقال ليست شافية.. فالسنون التي قضيناها معك بحاجة لسنين من الكتابة علنا ننقل شعلة ونبراسا لما تعلمناه منك -
لست أنسى وأنا أضع القلم أن أعزي والدتي الحبيبة تلك المرأة الصابرة الوفية السائرة على إثرك، وأسأل الله أن يمد في عمرها ويرزقها العمل الصالح، كما أعزي نفسي المكلومة وإخوتي واخواني، ولا يفوتني أن أعزي كل الاحباب والاصحاب والانسباء والاقرباء الذين يعرفون والدي عن قرب وكثب ، نسأل الله أن يمد في عمر والدتنا ويجزيها خير الجزاء ويعيننا على برها ويجمعنا بوالدنا في الفردوس الأعلى.
لم نعرف لك عدوا أبدا، كل الناس اجتمعت على محبتك، يشهد بذلك جموع المصلين الغفيرة والمعزين؛ بل والمشيعين للجنازة!
بكاك الأهل والأصدقاء والجيران والأحباب وكل من عرفك فأنت ايها العزيز الغالي في قلب كل من عرفك وتعامل معك وتواصل ،فوجودك باق فينا بقاء الزمن ،في القلب غصه وفي العين حرقه
والدي الغالي لقد رحلت عنا فجأة دون أي إنذار وبرحيلك فقدت كل شي أنا ألان أعيش تائه في هذه الدنيا فوجودك بجانبي كان يعطي للدنيا معاني جميله وكثيرة أما ألان فلا معنى للدنيا برحيلك عنها. فراقك يا والدي ألم لن يشعر به إلا من عاش فيه.. فهذه أكثر اللحظات ألماً عندما تقف عاجزاَ أمام خسران روح من تحب.. فبرحيلك فقدت باباً من أبواب الجنة قد أغلق ..فشأنك يا والدي شأن القمر لا نحتاج ضوءه و إنما ليطل علينا كل مساء ليذكرنا بأن الحياة لا زالت جميله.
والدي... كنت القنديل الذي أنار لنا دروب الحياة وستبقى مثلك التي غرستها فينا المنار لبقية المسير والدي... علمتنا أن من تمام الدين الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد.
لكنك ربيتنا على قول المصطفى صل الله علية وآله وسلم "الدّين المعاملة".
كنت خير مدرس وخير داعية سبق فعلك قولك حيث كنت بار لوالديه .. واصلٌ لرحمه..وفي لزوجه .. حنون على أبنائه ..وفي لأصدقائه. الأمين في عزلتة وقريته .. المخلص لوطنه .. المحافظ على دينه. والدي كنت المتبحر في الدين .. الماضي في دروب الطاعة والرضاء والقدوة لأبنائك وأحفادك .
والدي سيطول الفراق…وستذرف الدموع...لكن الحقيقة الخالدة تقول : " كل نفس ذائقة الموت "وأمامها لا نملك إلا القول" : إنا لله وإنا إليه راجعون" وعندها يكون الملاذ هو الدعاء .. اللهم اغفر لوالدي وارحمه ، وعافه واعف عنه ، اللهم إن كان محسناً فزد في حسناته ، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن إساءته ، اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد ، اللهم نقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم أبدله أهلاً خيراً من أهله ، وداراً خيراً من داره ، وجيراناً خيراً من جيرانه ، اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنا بعده ، واغفر لنا وله


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ترقيم